تساءلت الكاتبة ألكسندرا لي تيلير في صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن مدى جدوى العقوبات الاقتصادية في إقناع إيران بالتخلي عن طموحها النووي، وذلك وسط تحذير من صحيفة واشنطن بوست بعدم استخدام احتياطي النفط الإستراتيجي في أميركا. وكان الرئيس باراك أوباما قد شدد العقوبات النفطية على إيران يوم الجمعة أملا في أن يشكل التهديد لاقتصادها قوة رادعة تثنيها عن طموحها النووي الذي تقول طهران إن أغراضه سلمية في حين يشكك الغرب فيه. وتقول الكاتبة في مقالها إن الجواب على تساؤلها يعتمد على الشخص الذي يطرح عليه السؤال، مشيرة إلى أن الآراء ما زالت متباينة. فتنقل عن المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط مائير جيفدانفار (من مواليد إيران) الذي كتب في إحدى مقالاته أن "النظام الإيراني يستطيع أن يعيش بدون البرنامج النووي، ولكنه لا يصمد بدون الاقتصاد، والعقوبات التي فرضت أخيرا من شأنها -إذا استمرت- أن تهدد النظام الإيراني عبر التعجيل في الانهيار الاقتصادي". من جانبه يقر المؤرخ ستيفين شليزنغر بأن نهج العقوبات أفضل من شن الحرب، ويقول إن "النظام الإيراني يمكن أن يكون أكثر من عدو مخيف، فقد يكون عدوا عنيدا وغير عقلاني وعلى استعداد لشن ضربات عمياء". أما المؤرخ بيني موريس فيشك في ذلك، فقد كتب في صفحات الرأي في لوس أنجلوس تايمز أن "الدبلوماسية والعقوبات لم توقف البرنامج النووي الإيراني، وإذا لم يتم وقفه بالنهج العسكري فإن طهران ستملك الأسلحة النووية في المستقبل القريب". وكتبت المستشارة السابقة لمدير الشركة الوطنية للنفط في إيران سارة فاخشوري في الصحيفة الإلكترونية الأميركية هافينغتون بوست تقول إن من المحتمل أن تجد طهران مستهلكين جددا يحلون محل الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يقلل من وطأة العقوبات.
الاحتياطي النفطيوفي هذا الإطار حذرت صحيفة واشنطن بوست إدارة أوباما من اللجوء إلى الاحتياطي النفطي الإستراتيجي، وقالت إن العقوبات على إيران لا تستدعي هذا الإجراء. وتستبعد الصحيفة حدوث أي انقطاع في الإمدادات النفطية، أو نشوب أزمة "حادة" في الولايات المتحدة على أثر العقوبات على إيران، مستدلة على ذلك بتصريحات وزير النفط السعودي الذي أكد أن قدرة بلاده الإنتاجية تصل إلى 12.5 مليون برميل يوميا، وهو أعلى من المستويات المطلوبة في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن ذلك ضمان ضد أي توقف مؤقت عن الإنتاج. وقالت واشنطن بوست مخاطبة الإدارة الأميركية "إذا ما استخدمتم احتياطي النفط الآن فعليكم أن تعوضوه لاحقا، لأن ذلك سيرفع أسعار الوقود"، وتساءلت "إذا كانت أسواق النفط متقبلة بما يكفي، فلماذا نضيف التقلبات في أسعار الوقود إلى قائمة العوامل التي تخل بالتوازن والتي يراهن عليها المضاربون؟". وختمت بأن الغرب سيخوض صراعا طويل الأمد مع إيران، وأنه قد تكون هناك أزمة حقيقية، ولذلك فإن من الأفضل توفير هذا السلاح (احتياطي النفط الإستراتيجي) إلى حين وقوعها. |
هل العقوبات على إيران ناجعة؟
كتب بواسطة : Unknown on الأحد، 1 أبريل 2012 | 6:52 ص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق