عندما تحكم النساء
لم أكن في يوم من الأيام
ضد المرأة
وكان فهمي لطبيعة الرجل وطبيعة المرأة يُغنيني عن كثير من المقارنات
والجدل في هذا الخصوص
وأعلم أن لكل منهما خصوصيته وكذلك كنت آخذاً بنظر الاعتبار
الظروف التي يمكن أن تؤثر في كليهما وتغير المزاج وغير ذلك
يعني باختصار
( مافي عقد من المرأة ولا ضغينة )
ولكن
وآآآه من هذه الـ لكن التي دائما ماتعني أن هناك أمراً آخر حصل
قد غيّر المعنى والمفهوم
مع ثبات النظرة الموضوعية القائمة على الملاحظة الدقيقة المتأنية والتحليل
أي لم يكن التغيير لأسباب شخصية أو حالة عابرة
وإليكم القضية
،
،
لي صديق مقرب وعزيز جداً كالأخ وأكثر
طلب مساعدتي في موضوع يخص ابنة أخيه
ألطالبة الجامعية والتي وصلت السنة الرابعة والأخيرة من دراستها بتفوق
كبير
حتى فاجأتها إدارة الكلية وقبل الامتحانات النهائية باسبوع بموضوع
فقدان شهادة التخرج من الثانوية والتي على اساسها تم قبولها في الجامعة عند
تقديمها بعد البكلوريا
بعد أربع سنوات من التعب والسهر والجهد أخبروها باحتمال كبير
أن تفقدها جميعا بجرة من قلم
( نسائي )
عندما بدأنا بمتابعة الموضوع أنا وصاحبي ومابين ثلاث دوائر حكومية مختلفة
كنا وفي كل محطة
وفي كل دائرة وفي كل قسم نواجه مايُفترض تسميته
( الجنس اللطيف )
وبعبارة مشتركة واحدة نسمعها من الجميع
( أن لامكان للإنسانية مع القوانين )
خرجت بعد هذه الجولة المضنية جداً من التعامل مع هذا الجنس اللطيف
بمفهوم آخر غير الكثير والكثير من الفكرة والنظر
فمن ضيّع وثيقة هذه الطالبة كانت
( امرأة )
ومن رفض اعطائها طلبا جديدا لجلب وثيقة أخرى
( إمرأة )
ومن عرقل قضيتها في دائرة التربية
( إمرأة )
ومن نسي توقيع الوثيقة وزاد من صعوبتها
( إمرأة )
ومديرة المدرسة التي رفضت مساعدتها في تأييد صحة موقفها
( إمرأة )
ومن رفضت دخولها قاعة الامتحان لحين اكمال الوثيقة
( إمرأة )
ومن أصرت بعناد غريب على عدم الرد على كتاب رسمي
ينقذ سنوات تعبها
( إمرأة )
حتى أننا لاحظنا تدخل نساء موظفات وغير موظفات غير معنيات
بالموضوع أصلاً
كـ تلك التي كانت زائرة وصديقة لعميدة الكلية تصادف وجودها معنا
لتتدخل ضد طلبنا بالنظر في موضوع الطالبة المظلومة
ونساء أخريات حاولن وفي كل مكان نأمل فيه الحل بعرقلته بكلمة طائشة
تعيدنا الى مرحلة الصفر
فعندما نسيت إحدى الموظفات أن توقع على الوثيقة كانت تتحدث في موضوع
خطوبة صديقتها وهي توزع الهدايا على باقي الموظفات
بل كانوا يتجاهلون وجودنا
( رغم انو نحنا كنا حلوين وأنيقين )
ولكن لم يشفع لنا شيء عند هذا الكائن العجيب
علما أن جميع هؤلاء الموظفات في دوائر مختلفة وبمناصب عديدة
ومنهن الدكتورة ومنهن الموظفة البسيطة
أي النماذج كانت مختلفة الأعمار والدرجة الوظيفية والعلمية
والاتجاه والدين والطائفة لكنهم يشتركون بصفة واحدة
ألا وهو العناد بلا سبب معقول أو منطق مقبول
وكان الحل في النهاية
( رجل )
تدخل بقرار إنساني وهو أقل منصبا من جميع هؤلاء وبتحمل شخصي
للمسؤولية من دون أي مصلحة سوى شعور إنساني غلب عليه
وجعله يُقسم على حل موضوعها
وانتهت المشكلة
بسؤال مني الى تلك الطالبة الطيبة المسكينة
( مارأيك في بنات جنسك )
قالت
( بريئة أنا من جنسي اللطيف إلى يوم يبعثون )
فمن يُسعفني
بسبب لعناد النساء
هل هو من طبيعتهن
؟
وهل حقاً يمكن أن تكون المرأة مسؤولة في الدولة
وتجيد ممارسة شؤونها بما يحقق العدالة
مع الحفاظ على القوانين
أم أن لها شجون ومشاعر لاتستطيع فصلها عن العمل
وتضيّع عليها الإدراك لمغزى وجودها
في المنصب
،
حقاً أحتاج لآراء بهذا الشأن
وبموضوعية تبني وتؤسس لحوار ولا أقول جدل
لنتعرف على تلك الطبيعة الأنثوية
في ممارسة السلطة
فـ حقاً حدث في النظرة انكسار
في أن يكون للمرأة سلطان
ولو على بنات جنسها
،
ولكن تبقى التحايا مُبجلة
ولو على حساب
النظر
فهل يمكن لتلك اليد الناعمة أن تحمل المطرقة
من أجل القرار العادل
أم فقط
للإنصات
،
،
سأنتظر
0 التعليقات:
إرسال تعليق