Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زيارتك تشرفنا و متابعتك لنا تسعدنا

الكبت الجنسي عند المراهقين ما بين الخطأ والرذيله

كتب بواسطة : Unknown on السبت، 7 يناير 2012 | 12:34 م

مرحلة المراهقة أخطر المراحل بحياة الإنسان، ويتوقف عليها سلوكه في الحياة.. فمروره منها بسلام دون أية أمراض جسدية أو نفسية، يعد البداية لحياة خالية من الكبت والأزمات الجنسية التي لن يقوى الفرد على العلاج منها بسهولة فيما بعد.

وفي هذه المرحلة يواجه المراهقون مشكلة بالغة الخطورة، وهي افتقادهم المقدرة على التركيز في الدراسة وكافة الأنشطة الأخرى التي يقدمون عليها.. ومع ذلك، فإن إدراكنا أن المراهق يبحث عن طريقة تنفيسية تخلصه من التفكير في الجنس بهوس، أو في الطرف الآخر، سواء كان المراهق ذكراً أو فتاة، هي مسألة غاية في الأهمية.


ومن الخطأ- كما يرى بعض المختصين- أن يُلام المراهق على ذلك، أو أن يتعرض للعقاب بأشكاله المختلفة، دون البحث في أصول المشكلة التي تواجهه في هذه المرحلة، في الوقت الذي يؤدي اكتشافها وحلها إلى آثاراً إيجابية يحصدها المراهق في حياته. وعلى العكس، ففي حالة تأنيب المراهق بشكل متكرر، يترك هذا الأمر آثاراً سيئة عليه أكبر من عملية التنفيس الجنسي نفسها.

ومن أهم ما يعانيه المراهق أحلام اليقظة والتخيل، وهما من مسببات تشتت الانتباه، ومدى الانتباه هو الفترة التي تنقضي في القيام بعمل ما. بل ويمكن أن يتوقف الانتباه عن طريق التشتت، حيث ينخرط الشخص لاإرادياً بنشاط ما أو بإحساس آخر. وغالباً ما ينقطع سلوك المراهق الجاري، فور سماعه صوت أو تصرف أحد الزملاء، أو عبر حدوث أي شيء مادي آخر.

ومن الممكن أن ينقطع تركيزه من خلال شعوره الشخصي، أو عبر الأفكار التي تسيطر على المراهق، ومنها أحلام اليقظة. لكن أكثرها شيوعاً في هذه المرحلة هو التفكير في الجنس الآخر وفي مشاريع الحياة المستقبلية، والتخطيط لها، أو التفكير في المركز الاجتماعي القادم في الحياة، كأن يفكر في كيفية وصوله لمركز البطولة في مجال ما، وللتليفزيون دور بالغ بأفلامه الخيالية التي تكون سبباً في تضخيم هذا التفكير لدى المراهقين.

أحلام اليقظة ما هي إلا نتيجة كبت، أو رغبة في الهروب من الواقع لمجرد أنه سيئ، ولا يرغب المراهق في التعايش فيه بكل كيانه؛ فيهرب من واقعه ويجد متعته في التخيل، ويهرب للتنفيس عن كبته. ويدرك المراهق أن أحلام اليقظة أكثر إشباعاً له من الواقع والخيال، فهي تمنحه شعورا قويّا بالرضا مقارنة بنشاطاته اليومية. ومن خلالها يجد المراهق في أحلامه التنفيس عن كبت بعض الأمور التي قد تكون صعبة المنال، أو محرمة، أو يخجل من الجهر بها أو التحدث عنها، كممارسة الجنس أو أي سؤال يتعلق بالعملية الجنسية والعادة السرية، أو مشاهدة الأفلام الإباحية أو الاحتلام.


وفي مرحلة المراهقة تشعر عدد من الفتيات بالخجل من أجسادهن التي تغيرت مع بداية هذه المرحلة، ويرغبن في الانعزال عن الأفراد، ويملن إلى الانطواء. ولا يدرك الأهل هذا الأمر ومدى خطورته على المراهق، ويعتبرون خطأً أن هذا الانطواء نوع من حسن السلوك. ويتجه الأبناء في الخفاء إلى التنفيس عن رغباتهم الجنسية بشكل خاطئ، من خلال أحلام اليقظة، أو ممارسة العادات السيئة بشكل ما بعيدا عن الأعين.

والخطأ هنا ينتج من تجاهل الأسرة، وكافة الكيانات الاجتماعية التي يتعامل معها المراهق في مؤسسات المجتمع المدني لمنح الأفراد مزيداً من الثقة بالنفس والحرية؛ لتتحول من أحلام اليقظة المشتتة للانتباه إلى التخيل الخلاّق الذي من شأنه أن يكشف عن إبداع حقيقي.

والوقاية من الأمراض المختلفة للمراهقين، تكون بنشر الثقافة الجنسية السليمة، والتوعية الصحية غير المحرَّفة في المدرسة والمنزل. ومن المفترض أن يتلقى المراهقون في هذه المرحلة نوعا من التوعية، وتنبيههم إلى المرحلة التي يمرون بها والتغيرات التي طرأت عليهم، وبفتح المجال أمام المراهقين للتنفيس عما يشعرون به من نشاط وحيوية، وإيجاد المخارج الصحية الملائمة لهم.

ويبدأ تشجعيهم بإقدامهم على ممارسة الرياضة البدنية والرحلات، والذهاب إلى النوادي الرياضية والندوات الثقافية والفنية، وما إلى ذلك.. فكل هذه النشاطات تساعد على تنفيس الطاقات الجنسية والنفسية عند المراهق. ويجب على المتعاملين مع المراهقين أن يكونوا على درجة من الفهم والأناة والصبر، ليتمكنوا من معالجة مشاكل المراهقين بسعة صدر وبأفق واسع. وذلك لكسب ثقتهم ومساعدتهم على تخطي هذه الفترة الحرجة من مراهقتهم.

وكلما تلقى المراهق بالمدرسة والمنزل توجيهاً صائباً، كلما تمكن من الحفاظ على شخصيته، ونشأ معتزاً بذاته وأكثر ثقة بنفسه، ولديه نظرة ثاقبة متبصرة بالحياة. ويلعب النصح والإرشاد والعطف على المراهق دوراً بارزا في هذه المرحلة، ويكون سبباً في بناء جسر من التواصل بينه وبين أسرته ومجتمعه. ومهما كانت الرغبة داخل أنفس المراهقين تميل نحو الاستقلال الذاتي، والاعتماد على النفس؛ فإنهم يشعرون باحتياج إلى الخبرة وتجربة الأبوين في الحياة.

ومن أهم المشاكل التي تعترض الشباب في مرحلة المراهقة، وخصوصا الفتاة، هو الكبت. والكبت لا ينتج من فراغ، فالكبت يأتي من مراحل سبقت المراهقة في الأفكار والآراء في مرحلة سابقة. وبالتالي يتربّى المراهق على كبت رغباته ومشاعره وغرائزه الجنسية، حتى بعد تجاوزه مرحلة المراهقة، وبعد الزواج.

والكبت الجنسي طوال سنوات الطفولة والشباب يصيب الفرد بعقم جنسي، أو برودة جنسية في سن النضج. وربما يسبب الكبت الجنسي العصاب والهستيريا للفتى أو الفتاة. وذلك بخلاف جرائم الاغتصاب أو الانحرافات الجنسية. والحذر في كافة ما يتلقاه وما يشاهده المراهقون يدفعهم إلى تطبيق القيم الأخلاقية، ويبعدهم عن الانحراف.

إلا أن المراهق في هذه الأيام، يجد في الأفلام الجنسية متنفساً جنسيا لما يدور بداخله، وربما يؤثر عليه بشكل سلبي، وقد يحميه في حالة الحذر من الوقوع في الخطأ. وقد يتأثر المراهقون بهذه المنافس، إلا أن خشيتهم من افتضاح أمرهم؛ تكون سببا أساسيا في تحكّم عدد منهم في أفعاله وتصرفاته. وفي حالة السيطرة يلازم المراهق شعور بالذنب طوال حياته؛ فيتسبب في نفور المراهق فيما بعد من الجنس.

ويعاني المراهقون صراعا بين الحاجة إلى الإشباع الجنسي، وبين التقاليد التي يفرضها المجتمع من تعاليم دينية وعادات وتقاليد تحول دون تحقق ذلك. وأهم ما يميز مرحلة المراهقة قوة الدافع الجنسي في الوقت الذي يعجز فيه المراهق عن إقامة علاقة مع الجنس الآخر. ويصاحب هذا الميل إحساس قوي بالذنب. ويأخذ الدافع الجنسي لديهم أكثر من وجه، ومن أبرزه الحب الرومانطيقي الذي يتمثل في الإعجاب بأحد المشاهير أو شخصية قريبة من المراهق يعتز بها، وربما يمثل في الإعجاب بأجسادهم والتعامل مع أعضائهم الجنسية سواء كانوا ذكوراً أو إناثا، وهو ما يسبب لهم التعاسة بصفة عامة، فيلجأ المراهقون إلى التمرد أو الرفض.

والعادة السرية تحقق للمراهق شعورا باللذة التي تنجم عن ملامسته الأعضاء التناسلية بشكل متكرر. ويقبل عليها المراهقون، ويشعرون بأنها ظاهرة فيزيولوجية طبيعية لنشاط الغدد. ويظل المراهق ينفس عن رغباته من خلالها مادامت لا تصيبه بأية ضرر. إلا أن كثيرين يحذورون من أضرارها الناجمة فيما بعد، على الأفراد الذين يعتادون عليها، حتى بعد الزواج. إلا أنها مصدر إثارة ينهك طاقة المراهق ويتسبب في تسريب طاقاته، والقضاء على هذه العادة يكون بإدراك الأسرة لها، لدى المراهقين المنعزلين بالذات.

وخروج الأولاد والبنات من هذه المرحلة بأمان، يجني المجتمع ثماره سواء كانت إيجابية أو سلبية. فالاهتمام بالمراهق ومتابعته، ومنعه من العزلة والانطواء، وإدراكه بشكل علمي صحيح من خلال شخص يمتلك وعياً بما يحدث بجسده من تغيرات، والمحاذير التي لا يجب له الإقدام عليها والمنافذ الصحيحة والصحية للتنفيس، وفي مرحلة المراهقة يعد الاحتلام نعمة للمراهق، وتجنبه لمشاهدة الأفلام الإباحية والمشاهد المخلة والعادة السرية، هي كلها سبل لوقاية المراهق من المخاطر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك الموضوع مع اصدقاؤك

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...